"فرانس برس": الصحفية الأوكرانية فيكتوريا روشتشينا توفيت تحت التعذيب في روسيا

أكد تحقيق دولي أجرته منظمة "فوربيدن ستوريز" وعدد من وسائل الإعلام، أن الصحفية الأوكرانية فيكتوريا روشتشينا تعرضت لتعذيب شديد أدى إلى وفاتها خلال احتجازها في أحد السجون الروسية، في واقعة هزت الأوساط الصحفية والحقوقية في أوكرانيا وخارجها.

بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس، مساء الثلاثاء، فقدت روشتشينا، الصحفية المستقلة المعروفة بتغطياتها الميدانية، منذ أغسطس 2023 بعد توجهها إلى منطقة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، بهدف إعداد تقرير صحفي. 

ومن النادر أن يخاطر صحفي أوكراني بالدخول إلى هذه المناطق، ما زاد من القلق بشأن مصيرها، ولم تعترف روسيا رسميًا باحتجازها إلا في أبريل 2024، قبل أن تعلن عن وفاتها في ظروف وصفت بـ"الغامضة" في سبتمبر من العام نفسه.

إشارات واضحة للتعذيب

استعادت أوكرانيا رفات الصحفية أواخر فبراير الماضي، ليُكشف لاحقًا عبر فحص طبي شرعي عن وجود آثار تعذيب صادمة على جسدها.

وأكد يوري بيلوسوف، أحد كبار المسؤولين في مكتب المدعي العام الأوكراني، أن الجثة كانت تحمل علامات إصابات خطرة وكسرًا في أحد الأضلاع، مع آثار محتملة لصدمات كهربائية على القدمين.

أثار التحقيق الذي نُشر بالتعاون مع "أي ستوريز" الروسية، وصحيفتي "الغارديان" البريطانية و"أوكراينسكا برافدا" الأوكرانية، صدمة بعد الكشف عن أن بعض أعضاء روشتشينا، ومنها العينان والحنجرة وأجزاء من الدماغ، كانت مفقودة، ووفق مصدر مقرب من التحقيق، قد تكون هذه العمليات قد تمت لإخفاء آثار العنف والتعذيب.

دعوة لمحاسبة دولية

دعت وزارة الخارجية الأوكرانية، على لسان المتحدث باسمها جورجي تيخي، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل إزاء ما وصفته بجرائم ممنهجة ترتكب بحق الصحافيين الأوكرانيين، مشددة على ضرورة محاسبة المتورطين في وفاة روشتشينا.

تعد فيكتوريا روشتشينا واحدة من الأصوات الصحفية النادرة التي غطت الحرب في شرق أوكرانيا بشكل مستقل وشجاع، وقد سبق أن تعرضت للاعتقال من قبل القوات الروسية في 2022، لكنها واصلت تغطيتها رغم التهديدات.

ومع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا منذ فبراير 2022، تتزايد المخاوف بشأن استهداف الصحفيين في مناطق النزاع، حيث يوثق نشطاء حقوق الإنسان تزايد الانتهاكات ضد الصحفيين والأسرى بشكل منهجي في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.

وفي سياق الحرب، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير 2022، إلى نحو 951 ألفا و960 فردا، من بينهم 1100 لقوا حتفهم، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.